عبد القادر زعري
ظلت المعلومات عن شركتي تسيير
واستغلال معملي السكر بالمدينة جد نادرة. ومهما يكن، فالمعملان صارا جزءا مهما من
ذاكرة المدينة خصوصا في مرحلة ما بعد الاستقلال.
فالمعملان كانا من أهم قلاع
العمل النقابي، حينما كانت النقابة نقابة، والمناضل مناضلا وكان الإضراب إضرابا.
ليلة كل إضراب وخصوصا في سنوات
أواخر السبعينات، وطيلة الثمانينات، كنا ونحن صغارا ويافعين نعاين بكل براءة
إنزالات مخيفة لقوافل من الجيش بشاحناته وعتاده، تتجه عبر شارع الجيش الملكي
نحو المعملين. وكان ذلك ينزل على المدينة وما حولها جوا من الرهبة والخوف يوقف
الأنفاس.
وكنا لا
نتفس الصعداء حتى ينسحب الجيش بعد يوم الإضراب بيومين أو أكثر.
كان مجرد
شراء جريدة معارضة في تلك الحقبة وحملها يتم خفية في تلك الأيام العصيبة من تاريخ
المملكة، فالسلطة تترصد وتتابع والخوف يعم الأجواء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق