مشرع بلقصيري ... "جنة" الجنرال ليوطي التي تبخرت
عبد القادر زعري
جميع الدراسات والبحوث تعيد نشأة المدينة إلى 20 غشت 1913 لكنها تتجنب وتتحاشى أو تهمل الخوض في ملابسات تفصيل جد مهم وهو أن المدة الفاصلة بين توقيع معاهدة الحماية (12 مارس 1912) وإعلان التأسيس بما يتطلبه الأمر من بنيات تحتية ومرافق عمومية واجتماعية وترفيهية، كانت قياسية.
وهذا يشير إلى الأهمية القصوى التي أعطتها سلطات الحماية للمدينة كعاصمة لمنطقة فلاحية خصبة، وذات موقع استراتيجي مهم، فبمجرد توقيع المعاهدة في 12 مارس 1912، انطلقت الأشغال بكل سرعة وجدية وبشغف منقطع النضير.
فبعد إنشاء مقر ممثل المقيم العام (الصورة أعلاه)، تم إنشاء محكمة ومستوصف وبريد وبنك وكنيسة وقنطرة مدرسة عصرية وإعدادية وحي عصري وآخر "صناعي" وطرق معبدة.
فبعد إنشاء مقر ممثل المقيم العام (الصورة أعلاه)، تم إنشاء محكمة ومستوصف وبريد وبنك وكنيسة وقنطرة مدرسة عصرية وإعدادية وحي عصري وآخر "صناعي" وطرق معبدة.
مما يعني أن المنطقة كانت تحت مجهر سلطات الحماية الفرنسية منذ عقود. واختيار موقعها كان مدروسا، وتصميمها وتصاميم مرافقها كل ذلك كان مدروسا ومن زمان.
كما أنه وبمجرد بناءها انطلقت عمليات النهب في خيرات محيطها الخصب من كل أشكال المزروعات والخيرات، وكان المقيم العام الجنرال ليوطي، جد مهتم بتنمية الزراعة وتأطير كبار الفلاحين المعمرين، وتوفير البنية التحتية اللازمة لاستقرارهم وتصدير منتوجاتهم.
فالمدينة تأسست لتكون قاعدة عصرية ومركزا للنهب المريع والفظيع لخيرات منطقة واسعة من حوض الغرب، والتي كانت تحت دائرة نفوذ ممثل الإقامة العامة بالمدينة.
فالمدينة تأسست لتكون قاعدة عصرية ومركزا للنهب المريع والفظيع لخيرات منطقة واسعة من حوض الغرب، والتي كانت تحت دائرة نفوذ ممثل الإقامة العامة بالمدينة.
وعليه وإضافة إلى خط السكة الحديدية، فسرعان ما أنشأت له سلطات الحماية قنطرة على وادي سبو لربط المدينة بفاس (العاصمة آنذاك) وبمدينة طنجة (بالوابة نحو أروبا)، وتم بناء محطة للمسافرين بالقطار.
كما تم بناء البنك الفرنسي الذي لازال أطلاله قائمتا لحد الساعة، ومحكمة ومستوصف وكنيسة ومدرسة عصرية والبريد ومخبزة فرنية (لاكوست)، بل وحتى الحانة ومرافق الترويح عن النفس.
لابد من النبش عن حفريات المدينة لمعرفة كيف كانت "باريس الغرب"، وكيف انحدر بها مغرب الاستقلال إلى ما هي عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق