عمل بلقصيري : أمجاد غابرة و فريق على حافة النسيان.


عمل بلقصيري : أمجاد غابرة و فريق على حافة النسيان.

تأسس فريق عمل بلقصيري في شهر ماي من سنة 1947، شهرا فقط بعد الزيارة التاريخية للمغفور له محمد الخامس لمدينة بلقصيري، حيث دشن مسجدها الأعظم، فقد اجتمعت العديد من الفعاليات من أجل تأسيس فريق رياضي بالمدينة، وكان الرئيس جزائري الجنسية، يسمى الوناس، كان طموح أبناء بلقصيري كبيرا في أن يكون لهم فريق يمثل المدينة في كافة الملتقيات المحلية.. وفي سنة 1954 ، سيتم تجديد المكتب إذ أسندت رئاسة الفريق إلى المغربي ميلود النقط، وشارك الفريق في كل المناسبات الرياضية أيام الاستعمار..

انخرط الفريق بعد ذلك في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في عهد الاستقلال، ولعب بالقسم الوطني الثالث في موسم 67/68 ، لينتقل بعد ذلك بفضل إرادة لاعبيه إلى القسم الوطني الثاني، سعدت مدينة بلقصيري يومها كثيرا في أن يكون لفريقها حضور فعال مع أندية تصارع من أجل بلوغ قسم الصفوة، كان القسم الثاني يعج بالعديد من الأندية الكبيرة التي لها نفس إرادة وطموح الصعود إلى القسم الوطني الأول، وكان على الفريق أن يصارع من أجل البقاء في قسم الموت على الأقل، والبحث عن نقاط التتويج بلقب القسم الثاني، وكان على أبناء المدينة أن ينتظروا طويلا ليروا فريق عمل بلقصيري في قسم الكبار، وتحقق لهم ذلك سنة 1986، قاد الفريق حينها المدرب المرحوم محمد لكريمي، كانت المنافسة قوية مع شباب الريف الحسيمي، وفي يوم الصعود لم تنم بلقصيري ليلتها، كان الفرح كبيرا، فقد أصبح للمدينة نادي رياضي يصارع الكبار على درع الدوري الوطني. يقول سليمان بوسلهامي، الكاتب العام للفريق في تلك الحقبة الذهبية: 

«شكل صعود فريق عمل بلقصيري إلى قسم الكبار مفاجأة سارة لأبناء بلقصيري وحتى للمدن الأخرى المجاورة التي ساندت الفريق كثيرا، فقد كان البديل لفريق اتحاد سيدي قاسم في القسم الوطني الأول، وكان الحدث أشبه بعيد سعيد، كانت هناك أجواء احتفالية لن تنساها بلقصيري أبدا». 

لعب فريق عمل بلقصيري بقسم الكبار موسمين ثم عاد سريعا إلى القسم الثاني ألف الذي لم يعمر فيه طويلا ليعود سريعا إلى القسم الثاني باء، كان الفريق يعاني من مشاكل مادية وأصبح محكوما عليه أن يتدحرج عبر الأقسام ليصبح في خبر كان، وهو الذي أهدى لاعبين كبارا لباقي الأندية المغربية كالمرحوم ظفر الله مصطفى، الذي انتقل إلى فريق الجيش الملكي، واللاعب غفير الذي التحق بفريق الفتح الرباطي ولعب كقلب هجوم مع المنتخب المغربي ضد المنتخب الجزائري في الجزائر بعد نكسة سنة 1979، ولعب رشيد الركادي بفريق الكوديم والقرقوري بالوداد وأولمبيك أسفي.. وانتقل لاعبون آخرون لتعزيز صفوف أندية وطنية أخرى.. 

تعاقب على رئاسة الفريق: الجزائري الوناس، ميلود النقط، علوش عمر، حمو طاهرة العربي، شوهيد سليمان، ظفر الله إدريس، قاسم الكسورات المعروف ببابا، محمد السعودي، خالد العلوي، محمد العسل، أحمد الشرايبي، سليمان البوسلهامي، عبد السلام فهمي، سعيد الطرايفي، ومصطفى الثوابي.

ودربه: محمد ظفر الله، محمد الكرايمي، عزيز العامري، نور الدين البويحياوي،عزيز بوعبيد، الإخوان اللوماري محمد وادريس، جمال جبران، مبارك الرياضي، كبور وداد، سيمو، حسن العامري.

عمل بلقصيري، كان له حضور أيضا في منافسات كأس العرش، إذ لعب سنة 1978 مباراة الثمن وخسرها بهدفين لواحد ضد الدفاع الحسني الجديد، وقدم مستوى رياضيا طيبا استحسنته كل الفرق المنافسة. وبعد هذه الفترة الزاهية من تاريخ الفريق، يلعب النادي الآن في القسم الثالث، لا يعرفه إلا القليل من المهتمين بقطاع الرياضة، يروي سيرته بعض المعجبين في الملعب لأجيال جديدة داخل المدينة، لكي لا تنسى أنه ذات يوم من تاريخ جميل كان فريق عمل بلقصيري في القسم الوطني الأول، ويعترف أكبر المتفائلين أن أمر عودة الفريق إلى سابق عهده ضرب من الخيال، فتلك حكاية انتهت وتستحق أن تروى لكل المهتمين ولو بصيغة الحسرة على تاريخ رياضي لن يعيد نفسه في مدينة بلقصيري ولو بعد حين.

م : مصطفى بوزيدي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ المغرب .. الثائر أحمد الريسوني

10 إستراتيجيات للتحكم في الشعوب في كتاب لنعوم تشومسكي

مقتل الجنرال الدليمي .. هل تم تفجير سيارته بواسطة قنبلة موقوتة حولت جسده إلى أشلاء ..