في السنة ونصف الأخيرة من السنوات الأربع القاتمة، التي قضيتها في السجن، وبحكم طريقة إعداد الطعام السيئة بعد منعنا من استعمال الكوانين الكهربائية، بدأت ظروفي الصحية تتأثر سلبيا وخصوصا جهاز الهضم. كما لازمني اكتئاب كان يصل إلى درجاته القصوى لدرجت يكاد عقلي يُجَن، وكان يزيد من حدته الرعب اليومي عند صبيحة كل يوم من سماع اسمي ضمن لائحة المُرَحلين إلى سجون أخرى، ورتابة الحياة داخل الغرفة والسجن.
حاول بعض موظفي وحراس السجن الذي تعرفوا علي وعلى قضيتي جيدا، فعل كل ما يستطيعون للرفع من معنوياتي، وكانوا يعبرون لي صراحة عن تأسفهم لما أصابني. وتكونت لي معهم صداقات.
اقترحوا علي الاشتغال بعمل إداري في السجن فرفضت. قلت لهم "الدولة التي عملت فيها موظفا بصدق لم تضمن لي حقي في هاته النكبة، فكيف أعاود خدمتها مرة ثانية". بعدها اقترحوا علي متابعة الدراسة في شعبة "الإعلاميات" فقبلت ونلتُ في ذلك شهادة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق