ذاكرة سجين_96 ... مراسلة الديوان الملكي 3/4 .


عبدالقادر زعري


لاحظوا أن أصدقائي من "أخطر المجرمين"، حينما أحتاجهم في المهمات الصعبة، لا أجد فيهم ‘لا الرجولة والوفاء والشهامة. ولو كنت استشرت في هذا الأمر، أشخاصا بالخارج من النوع الذي كنت أثق بهم، فلن أجني منهم إلا الريح.

كتبت رسالة من أكثر من عشر صفحات، مصحوبة بملف كامل يوثق لكل ما أقول، أعددته على مدى أيام، قدمتهما لرئيس الحي، لما أطل على عبارة "إلى ديوان صاحب الجلالة الملك محمد السادس"، خاطبني بسرعة "هيا احمله إلى رئيس المعتقل".
قدمت له الرسالة والملف، فتصرف بنفس الطريقة، أرسلني في الحال نحو الإدارة، وكانت العادة أن تمر الرسائل من هذا لذلك حتى تصل الإدارة. قدمتهما للإدارة. نفس الشيء، حينما اطلعوا على عبارة "الديوان الملكي" تسلموهما بسرعة وسجلوهما في وقت قياسي.
مرت الأمور بشكل سريع فاجأني. حينما عدت للغرفة أحاط بي رفاقي الثلاثة الذين كنت استشرت معهم:
- ما الذي حدث ؟
- تسلموا الشكاية
- هل سألوك لماذا وكيف و ..... ؟
- أبدا. رئيس الحي، ورئيس المعتقل وموظف الإدارة، كلهم بمجرد ما يرون الرسالة موجهة إلى الديوان الملكي، لا ينطقون بكلمة، واجتزت جميع المراحل بشكل صاروخي.
- هل سجلوها في الكناش الكبير الموجود بالإدارة ؟
- نعم
- هل أنت متأكد ؟
- طبعا
- إذن لا تخف، ستصل للرباط ومنها إلى الديوان الملكي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ المغرب .. الثائر أحمد الريسوني

10 إستراتيجيات للتحكم في الشعوب في كتاب لنعوم تشومسكي

مقتل الجنرال الدليمي .. هل تم تفجير سيارته بواسطة قنبلة موقوتة حولت جسده إلى أشلاء ..