ذاكرة سجين_95 .. مراسلة الديوان الملكي 2/4



عبد القادر زعري

جمعت ثلاثا من "كبار وحكماء المجرمين" من أصدقائي في الغرفة للاستشارة، في أمر كتابة رسالة للملك أشكو فيها الظلم الذي لحقني. فدار بيننا الحديث التالي:
- أريد استشارتكم في أمر مهم؟
- نعم تأمُر السي عبدالقادر
- تعلمون أنني لم ولن أهضم الظلم الذي لحقني.
- نعم، ولكن الحمد لله خفضوا لك مدة السجن من عشر إلى أربع سنوات، ولم يبق لك سوى عام وبعض الشيء.
- تخفيضهم لا حاجة لي به، أريد حقي كاملا، كانوا يعدون لي حكم البراءة لكن انقلبت الأمور في آخر لحظة.
- هيا السي عبد قل ما الذي تفكر فيه ؟
- سأكتب للديوان الملكي
- مباشرة ؟
- نعم وسأحكي لهم عن كل شيء.
- وهل سيوصلون رسالتك للملك، أنت تعلم أنهم "يكذبون" على الملك ولا يوصلون له الحقيقة.
- أنا أعلم ذلك ولكن لدي هدف من الكتابة ولو لم تصل للملك.
- ما هو ؟
- أنتم تعلمون أن الكبار يفعلون بنا ما يشاؤون. لكن الكبار تكون بينهم حسابات وتطاحنات، ومن هاته الناحية قد تكون رسالتي نافعة لأحدهم فيثير ملفي وأستفيد من ذلك.
- اسمع السي عبدالقادر، نحن اكتشفناك رجلا رفيع المستوى، تحن على الضعفاء ولا تخشى الكبار ونحن نرى كيف يوقرك مدير السجن ويحترمك الموظفون، وسمعنا كيف كنت تشتبك مع القاضي "شارون" وهو من أخطر القضاة في المغرب. توكل على الله والله لن نضيعك.
شجعني ذلك فأضفت قائلا " ومن يدري فقد تسقط رسالتي في يد رجل صالح في الديوان الملكي، فليس كل الكبار في الدولة سيئين، هناك أناس صالحون محيطون بالملك.
- هيا توكل على الله.
يتبع ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ المغرب .. الثائر أحمد الريسوني

10 إستراتيجيات للتحكم في الشعوب في كتاب لنعوم تشومسكي

مقتل الجنرال الدليمي .. هل تم تفجير سيارته بواسطة قنبلة موقوتة حولت جسده إلى أشلاء ..