الدكتورة الشعيبية بلبزيوي تتألق في ندوة "النساء الرائدات" بطنجة



عبدالقادر زعري

تمكنت السيدة "الشعيبية بلبزيوي علوي"، من خطف الأنظار، أثناء ندوة "النساء الرائدات" المنظمة من طرف "المدرسة العليا لعلوم التجارة والتسيير" بطنجة ESSCG، والتي اجتمعت فيها نخبة من السيدات الناجحات في مسيرتهن العملية والمهنية، لعرض تجاربهن ومسيراتهن والمنعطفات اللاتي قطعناها، والتحديات التي تغلبن عليها، أمام جمع غفير من طالبات المدرسة العليا. وذلك احتفالا باليوم العالمي للمرأة.


فقد بدأت هاته السيدة مسارها بتفوق دراسي منذ نعومة أضفارها، فكانت طوال مسارها الدراسي متفوقة على أقرانها، حتى نالت تكوينا أكاديميا في القانون العام، في شعبة العلاقات الدولية.


إلا أن شخصيتها وتكوينها ومؤهلاتها وميولاتها الفطرية، قادتها إلى اقتحام عالم الأعمال، والبداية كانت بحصد أكبر قدر ممكن من التدريبات في مختلف القطاعات الإنتاجية، وما كان يهمها بالدرجة الأولى هو جمع أكبر قدر ممكن من التجارب، دون أي تفكير في الجانب المادي.

هاته الخبرة أهلتها للالتحاق بإحدى كبرى الشركات المتعددة الجنسيات بالعاصمة الاقتصادية، فتقلبت فيها في مختلف المهام المسنودة إليها ونالت دوما التفوق في كل مركز تُوضع فيه. إلا أن ذلك "لم يُشف غليلي في ترجمة أحلامي وتحقيق معنى وجودي، فكنت أشعر وكأنني طائرة تسير على شارع".

لذلك قررت الانتقال إلى مرحلة ثانية من حياتها، وهي ترك العمل بالشركة، بكل ما فيه من امتيازات، لتُؤسس مقاولة خاصة بها، وتشيد صرحها بنفسها وتحقق فيها ذاتها، وهو ما تفوقت فيه وبجدارة.


المرحلة الثالثة، كانت أكثر تحديا ومعانات، وهي مرحلة الزواج وتكوين أسرة، حيث اضطرت إلى الالتحاق بزوجها من العاصمة الاقتصادية إلى مدينة طنجة، ورافق ذلك نقل مقاولتها كذلك وهي أم. الشيء الذي شكل أصعب مرحلة من حياتها.

لكن مسيرة نجاح الشعيبية لم تتوقف، بل إنها ورغم كل المنعطفات والتحديات، فقد كانت من أنشط عناصر "جمعية النساء المقاولات"، وهي الجمعية التي كان من نتائج نضالاتها حصول المرأة على رئاسة "الاتحاد العام لمقاولات المغرب" (السيدة مريم بنصالح).

وفي خضم كل هاته المعارك من أجل إثبات الذات، وتحقيق الأهداف، تمكنت من نيل دبلوم في هندسة المعادن، ثم بعدها درجة الدكتوراه في هندسة المعادن، وهو المجال الذي لا تزال تششتغل فيه كباحثة.

وقد تابع جمهور الطالبات، مسيرتها باهتمام وتركيز بالغين، وتفاعل الجميع مع تجربتها، خصوصا وأنها تتحدث بتلقائية وعفوية وتتعرض لمنعطفات حياتها بشكل سلس، وبأسلوب بعيد عن التصنع والتكلف، الشيء نال إعجاب الجميع.

الآن أصبحت الشعيبية التي انطلقت في مسيرتها من ما تحت الصفر، نائبة لرئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب بطنجة تطوان الحسيمة، كما ترأس جمعية "النساء المُقاولات".

ومن الناحية المهنية فهي اليوم، تعتبر المرأة الوحيدة التي تتمركز في صناعة الحديد الصلب في جهة طنجة تطوان الحسيمة، تمتلك مقاولة رائدة تتواجد بكل من العاصمة الاقتصادية للمملكة ومدينة طنجة. وتساهم في تأطير النساء المُقاولات، من خلال جمعية خاصة باحتضان ودعم ومساعدة المبادرات النسوية الرامية إلى خلق مشاريع ومقاولات.

تعتبر الشعيبية بلبزيوي العلوي نموذج المرأة التي انتقلت بمفردها من أدنى طبقات الشعب، إلى عالم المقاولات والريادة في إنتاج مادة الحديد والمساهمة في القطاع الصناعي. وهي سيدة عصامية انطلقت من لا شيء، واكتسبت كل شيء بمجهوداتها الخاصة، مسلحة بعزيمتها الحديدية.

وهي اليوم، عنصر فاعل وحركي ونشيط، ليس في تقديم منتوج للاقتصاد الوطني فقط، بل وأيضا في تأطير المقاولات ودعم وتشجيع المبادرات واحتضان المشاريع الصغرى، وما يعكس ذلك هو حضورها اليومي في الندوات والملتقيات والمعارض والنقاشات المتعلقة بالاستثمار على الواجهة الإعلامية كذلك.

ومن النصائح التي قدمتها لطلبة المدرسة العليا المُحتضنة للندوة، هي أنه على الأجيال الصاعدة أن تتخلى عن الاتكالية والانتظار، وأن يتحلى الشباب بروح المبادرة والاعتماد على النفس وعدم انتظار المجهول، وأن يضعوا نصب أعينهم أن كل تجربة يخوضونها لا يمكنها أن تفشل، فكل "مبادرة أو تجربة" تكون نتيجتها إما النجاخ وإما التعلم بما يضمن نجاحا في المحاولات التالية.

نُشر بموقع طنجة يريس


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ المغرب .. الثائر أحمد الريسوني

10 إستراتيجيات للتحكم في الشعوب في كتاب لنعوم تشومسكي

مقتل الجنرال الدليمي .. هل تم تفجير سيارته بواسطة قنبلة موقوتة حولت جسده إلى أشلاء ..