رمضان والسجن_6 .. ليالي رمضان وقصص الأنبياء وسكينة من الله 3/3




رمضان والسجن_6 .. ليالي رمضان وقصص الأنبياء وسكينة من الله 3/3


كنا نتجمد مع الفرجة في اللقطات الحاسمة ونعيش الأحداث كأننا داخل القصة. مثلا، حينما يسمعون مشركا أو كافرا، ينطق في وجه أحد الأنبياء بكلام فيه كفر، يبدؤون بسبه سبا عنيفا وشتمه بأقبح النعوت، بل وقد يصرخ أحدهم "أيها الكلب لو كنت أمامك لذبحتك أيها الغبي اللعين" ويصيح آخر في وجه قوم كفروا بنيهم: "مهلا عليكم أيها الكفرة، سترون ذلك النبي ماذا سيفعل بكم، وجدتموه رجلا طيبا ومتسامحا وتستخدمون معه الحيل، والله لو كنت معه لذبحتكم جميعا لوحدي".  
                             
وحينما يقوم "صحابي" ما بقتل "مشرك أو "كافر"، ترى الجميع يقفزون ويصفقون فرحا وبطريقة تلقائية ويحيون الصحابي ويصفقون له وهو يصيحون "برافوو.. أعطاك الله الصحة والعافية .. هذا هو علاج القوم المجرمين .. الحوار لا يفيد مع القوم الظالمين".

وبالعكس حينما يُقتل صحابي ما في معركة، يبدأون بالغليان والغضب، ويصيحون: "اسمع أيها الكافر النجس، والله كنت معكم لدبحتك أنت وجميع من معك" ويجيبه آخر "مهلا يا صديقي، النبي ذكي ويعرف ما يفعل وسيجعلهم هو والصحابة يؤدون الثمن غاليا" ويردد آخر "نعم النبي معه الشباب والأقوياء وأما الكفار والمشركون فكلهم ضعفاء لأنهم مدمنون على الخمر والنساء.."

ذات يوم ونحن مركزون مع الفُرجة، نطق "ياسين" وكان المسكين في حالة مرض عصبي يجعله ينطق بما لا يفقه: "صراحة أنا يعجبني في الصحابة سيدنا عمر، كان في الجاهلية خطيرا وعندما أسلم كان يعرف كل حيل الكفار، كل من يريد أن يستخدم مع الرسول الحيل، فسيدنا لا يخسر معه سوى ضربة قاتلة ويُنهي المُشكل. في الجنة سأبحث عنه وسأكون صديقا له." فانفجرت الغرفة بالضحك.


أنا أتحدث دائما عن تفاعل "القتلة وعتاة رجال العصابات المتدين منهم وغير المتدين".


اكتشفت أنه بداخل أجسام أولئك "قتلة" و"مجرمين" توجد قلوب سليمة وفطرة سليمة، والزمن والتربية وقسوة الحياة والفقر والمخدرات هم المسئولون عما حصل ويحصل.


كان الأجانب من ديانات ولغات مختلفة، حينما يحسون أننا نتحدث عن الأنبياء أو الدين بصفة عامة، كانوا يلتزمون الصمت، يدخنون ويتابعون المشاهد ولو بدون فهم احتراما لنا وتكريما لأنبيائنا.


كنت أركز في قصص الأنبياء على أخد العبر منهم، في الصبر والتسامح ومواجهة الشر بالخير، وعدم استعجال النتائج، الأنبياء كلهم رعوا الأنعام وكلهم أوذوا وصبروا، وكلهم كانوا مسالمين ومتسامحين. وكلهم أسسوا أمما، عليهم السلام أجمعين.


كما كنت أروي لهم عن بداية الخلق، وما قيل عن مرحلة ما قبل خلق الإنسان، وعن العلامات الصغرى والكبرى لقيام الساعة، وعوالم الملائكة والجن والشياطين، وعوالم والأرواح ... ويا لها من أيام.


طبعا كان الخوض في الدنيا والسياسة ممنوعا لأنهما لا يثيران في نفوسنا إلا المرارة والضيق. ففي السجن تدور العقيدة السياسية للسجناء في فكرة واحدة وبسيطة وهي "الملك يحكم وهو رجل طيب والمحيطون به والسياسيون كلهم (...)".


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ المغرب .. الثائر أحمد الريسوني

10 إستراتيجيات للتحكم في الشعوب في كتاب لنعوم تشومسكي

مقتل الجنرال الدليمي .. هل تم تفجير سيارته بواسطة قنبلة موقوتة حولت جسده إلى أشلاء ..