2018/06/13

رمضان والسجن_11 .. عذاب انتظار العيد وفرحة ليلة العيد ؟


عبد القـادر زعـري

ما إن نصل إلى اليوم 29 من رمضان حتى نكون قد فقدنا كل قوانا وقدراتنا على التحمل. فالأسبوع الأخير كان يمر علينا أطول من العام كله. يوم اليوم ونحن نحصي الساعات ساعة بساعة، لبلوغ المغرب. 

وما نكاد نروي ظمأنا ونستعيد بعض حيويتنا حتى نجد عقارب الساعة قد طارت وبشكل صاروخي نحو الفجر. وبعد الفجر تعود عقارب الساعة للتوقف. بينما لهيب الحر والظمأ والعرق والاختناق متواصل بلا رحمة ولا شفقة.


بعد عصر يوم 28 من الشهر، نتوجه بكل جوارحنا نحو دول المشرق إن كان فيها من صام يوما قبلنا. وإن كنا صُمنا وإياهم في نفس اليوم، نتوجه بأنظارنا إليهم بعد عصر يوم 29 من رمضان. حينما نسمع أن دولة ما ستُفطر غدا، يكون احتمال الفرج قد وصل النصف. ويبقى علينا أن ننتظر بلاغ وزارة الأوقاف بعد الإفطار.

ننتظر الإفطار على أحر من الجمر. ليس لقلة دين فينا ولكن لأن قوانا تكون قد خارت، ومعاناتنا مع الحر والعطش والروتين القاتل تكون قد بلغت منا العظم. ولا أرى الله مؤمنا حالة السجين وهو يقاوم الصوم تحت القبر الحارق وفي ذلك الاكتظاظ الخانق.

بعد الإفطار نتوزع بين الإذاعات والقنوات، كل فرد منا يمسك إذاعة أو قناة، ونتسمر في أماكننا، كل يعانق جهازه ويلصق عليه أذنيه. حينما يسمع أحدنا أن الغد في المغرب ليس عيدا، يصيح "الإخوان توكلوا على الله وأعدوا سحوركم، إذا سنصوم". فندخل في صمت رهيب وتنهار معناوياتنا، وتزداد معاناتنا، لكننا نتقبل الأمر ونخضع لقضاء الله.

وحينما يلتقط أحدنا خبر العيد يصيح "الإخوان عيدكم مبارك سعيد قوموا وتسامحوا يغفر الله لكم ويتقبل منكم". فنتفس الصعداء ويعلونا الفرحة وتبتهج الغرفة وتنطلق أساريرنا، وتضج الغرفة بالصلاة والسلام على خير الأنبياء عليكم أفضل السلام وأكى السلام.

يا لها من لحظات عشناها في ال"رمضانات" الأربع، التي تزامنت مع عز فصل الصيف، ونحو مدفونون في قبورنا والحر يشوينا. النهار طويل طويل جدا والاكتظاظ خانق والعزلة قاتلة.

ليلة العيد نقوم فنستحم، ونلبس البياض، ومن لابياض له يلبس ما هو أقرب للبياض. نصلي جميعا العشاء الأخير في رمضان.

في آخر رمضان أتذكر، وبعد صلاة العشاء قال زميل : "المجرمون حرمونا من أن نعيش رمضان كأمة المسلمين، وهم في دورهم ينعمون به أحسن ما يكون الهم خد فيهم الحق" فاستغليت الفرصة وألقيت فيهم كلمة:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق