عبد القـادر زعـري
في آخر رمضان أتذكر، وبعد صلاة العشاء قال زميل : "المجرمون حرمونا من أن نعيش رمضان كأمة المسلمين، وهم في دورهم ينعمون به أحسن ما يكون الهم خد فيهم الحق" فاستغليت الفرصة وألقيت فيهم كلمة:
"كلا يا إخوان، رمضاننا أحسن عند الله. صحيح أننا هنا نموت في الاكتضاض وعذاب السجن، ولا نقيم التراويح إلا أواخر الشهر ولا نقوم بما يلزمنا في دين الله. لكن نحن نقوم بالقليل لكن بصدق، والله يحب الصادقين ولو قلت أعمالهم. نعم هم يدفنوننا ويذهبون لبيوتهم، ويوم الجمعة يصطفون أمام الخطيب وهم لابسين للبياض، لكن تصرفات المنافقين هي عند الله صفر.
الله سبحانه يا إخوان لا ينظر إلى الصور ولا إلى الأجساد، ولكن ينظر للقلوب التي في الصدور. الله عز وجل أذكى الأذكياء، ولا تنطلي عليه جلا وعلا حيل المنافقين.
شيئ آخر أيها الإخوان، دائما تسمعونني أقول لكم، عليكم الصلاة حتى أنتم تخطؤون، وحتى وأنتم تتركونها عليكم العودة. فالمؤمن الذي يخطئ ويصلي، خير من الذي يخطئ ولا يصلي ف"الحسنات يذهبن السيئات".
هل تظنون أنهم سعداء. أبدا، فالظالم المتعدي دائما في عذاب وهو محروم من التمتع بالهدوء، واسألوا عنهم، ستجدون أنه تطاردهم الأمراض ودعوات المظلومين تخرب حياتهم، وهم دائما مفزوعون وقد حرم عليهم الله الشعور بالراحة والهناء. وإليكم الأخ سفيان سيشرح لكم هل نحن سعداء أم الظلمة وأصحاب المال الحرام، هيا قل لهم يا سفيان".
أخد "سفيان" الكلمة وكان محكومما بتهمة ترويج المخدرات القوية قائلا:
"أجل أيها الإخوان. اسألوني أنا عن هؤلاء الناس الظلمة وأصحاب الملايير من الحرام. حينما كنت حرا، كان أهم زبنائي هم الأثرياء من المال الحرام، يأتون عندي في نصف الليل بسياراتهم الفاخرة، ليشتروا مني المخدرات القوية والأقراص بثمن باهض.
إنهم لا يستطيعون عيش حياتهم دون عقارات مخدرة ومهدئة ومنومة ومنشطة، رغم أموالهم الطائلة والقوة التي يمتلكونها، إلا أنهم محرومون ولو بساعة نوم بدون عقارات.
نحن أبناء الشعب، نتطاحن مع بعضنا البعض من أجل لقمة الحياة، لكننا على أية حال وبقليل من سبل العيش نكون سعداء، لأن الله كتب علينا الفقر لكن أعطانا القناعة والصحة والعافية..."
ويحل يوم العيد. وهو أكثر ألما للسجين.
في الحلقة القادمة إن شاء الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق