2018/06/14

رمضان والسجن_14 .. خاتمة وامتنان للصديقات والأصدقاء المتابعين



عبد القـادر زعـري

وها قد مرت خمس سنوات كاملة على الإفراج. ولا أزال أعاني من صعوبة كتابة فصول ما عانيته قبل الاعتقال وعند الاعتقال وبعد الإفراج. فما وقع أشعر وكأنه وقت بالأمس فقط. وفصول نكبتي وما ورثته لي من تلك معانات، لا تزال ساكنة بين ضلوعي.


صحيح أنه كان قدرا من الله وعلي التسليم بقضائه وقدره عز وجل، لأن له حكم في ما قدر وقضى وحكم. لكن المرارة مصدرها الظلم الذي لحقني، والغدر والخيانة وما يعجز إبليس عن فعله، من الشرور التي لحقتني وألقت بي في نكبة لا تزال ذيولها راخية بظلالها علي حاضري ومستقبلي. كما أنه وبعد الإفراج تحالف علي القريب والبعيد لتصفية آخر ما تبقى لي من قوة، بسبب حقد مجاني.
هؤلاء وبعد الإفراج، وبعدما رأوا الحالة التي خرجت بها من النكبة، احتقروني واعتقدوا أنني صرت شبحا آتيا من الماضي، ومصيري سيكون التلاشي والانقراض، فصاروا يقفزون فوقي متباهين بذلك، مثلما تقفز القردة فوق الأسد المُسن.
منهم من حاربني في مضمار الصحافة وتلاعب بأسراري، ومنهم من حاربني في مهنتي لحقد أعمى وحسد مجاني، ومنهم من تلاعب بحرمة بيتي حين غيابي.
وتشاء قدرة الله، بعد صمت وعمل دؤوب وتوكل على الله، أن تنتشلني من قعر البئر، وأن أقف وأسير مجددا وبتوفيق من الله، وأن أظفر بأصدقاء أوفياء قدماء وجدد، معدنهم من ذهب ورائحة أسمائهم عطر وياسمين. وها هي القافلة تسير بنور ربها.
طبعا أنا مُثقل بظلال الماضي، لكن الغنيمة الكبرى، هو يقيني في الله الذي لم يخذلني أبدا، ثم ما رأيته وأراه يوميا من عدالة الدنيا حينما رأيتها قد دارت باللذين ظلموا.
حمدا لك يا ألله حمدا يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك.

أتقدم بالشكر لكل الصديقات والأصدقاء الذين واظبوا ويواظبون على تتبع فصول مذكراتي، والذين صبروا ويصبرون على قراءتها بالشكل الذي أقدمه، وهم مصدر فخر واعتزاز عندي، لوفائهم ورفعة مشاعرهم الإنسانية، ولتشجيعاتهم وكلماتهم المُعبرة والنبيلة.
وحتى بعد صدور كتابي الذي أجمع فيه مذكراتي، فسيظل أصدقائي وصديقاتي من متابعي هاته الصفحة، مميزين عندي، ووزنهم عندي من ذهب. فاليد التي تشجعك وتشدك للوقوف خير من اليد التي تصافحك عند الوصول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق