2018/07/09

الشهيدة سعيدة المنبهي .. لن أتنازل ولو تحت الأرض .

إعداد عبد القادر زعري
تعرض التاريخ السياسي للمغرب المعاصر، لكثير من الإهمال، بل وللتهميش شبة المتعمد، خصوصا في أجزائه المتعلقة، بالقوى المعارضة للنظام السياسي، والتي كانت تتجه نحو القضاء عليه، وإعادة بناء نظام سياسي آخر، على أساس الفكر الثوري، المتغذي من المدرسة الماركسية.
هنا نحاول عرض بعض اللقطات، فالتاريخ لا بد من الاستفادة منه. ونبدأ بالمناضة سعيدة المنبهي، ماتت وهي في ربيعها 25 شهيدة النضال من أجل العدل والمساوات.

سعيدة المنبهي 
اختطفت سعيدة المنبهي في 16/10/1976 حيث تم الزج بها لمدة ثلاثة أشهر في المقتقل السري (درب مولاي علي الشريف) الذي احتضن ابشع جرائم التعذيب التي تعرض لها مناضلات ومناضلي الشعب المغربي حيث نالت الرفيقة سعيدة قسطها من التعذيب النفسي والجسدي لتنقل بعد ذلك إلى السجن المدني بالدارالبيضاء بعد أن أدينت بخمس سنوات سجنا نافذة بتهمة المساس بأمن الدولة ..., كما أضيفت لها سنتين من السجن النافذ بعد انتفاضها في وجه القاضي ونعته بالفاشية. توفيت في 11 دجنبر 1977 بعد 34 يوما من الإضراب عن الطعام.
ولدت سعيدة المنبهي عام 1952 في مراكش - توفيت في 11 ديسمبر عام 1977 في الدار البيضاء. كانت شاعرة مغربية و ناشطة في المنظمة الماركسية الثورية إلى الأمام . 
في عام 1975 ، حكم علي سعيدة و خمسة أعضاء من المنظمة بالسجن لمدة سبع سنوات بتهمة القيام بأنشطة مناهضة ومعادية للدولة. وفي السجن بالدار البيضاء ، قامت سعيدة بإضراب عن الطعام وتوفيت في اليوم السادس والثلاثين من الإضراب.
 والجدير بالذكر أن سعيدة المنبهي تعد أول شهيدة عربية في إضراب عن الطعام من أجل النضال الثوري. وتعتبر أيقونة للتضحية والمثابرة والصمود بالنسبة للشباب والطلبة المغاربة ومصدر إلهام للنضال اليساري.
ويعد شعر سعيدة المنبهي - الذي تم تجميعه ونشره عام 2000 - مثالًا رئيسيًا على الشعر المغربي الثوري والنسوي. ويذكر أنها كانت تكتب بالفرنسية.
في 16 يناير عام 1976،اختطفت سعيدة المنبهي واُحتجزت بمعتقل درب مولاي الشريف السري الشهير بكونه مركز أخطر جرائم التعذيب في عهد الملك المغربي الراحل الحسن الثاني ، بالدار البيضاء، بالإضافة إلي 3 ثلاث مناضلات أخريات مكثن معها بالمعتقل السري، وهناك تعرضن لشتي أنواع العقاب و التعذيب الجسدي والنفسي قبل نقلهن إلى السجن المدني بالدار البيضاء. و قد فرض عليها مع رفيقتيها فاطمة عكاشة وربيعة لفتوح العزلة التامة بالسجن المدني بالدار البيضاء.
نشاطها الثوري والنسوي                              
بالرغم من تعرض سعيدة لأقصي أنواع التعذيب ، ظلت مؤمنة بمبادئهاو قناعاتها و معتقداتها.ولم تتمكن قسوة الاعتقال من أن تنسيها محنة شعبها وقضاياه، و من ثم بدأت تحمل على عاتقها مهمة جديدة وهي مراقبة وضع السجينات وتسليط الضوء علي قضايا المرأة وخاصة النساء اللاتي عملن بالدعارة فحاولت التعرف علي دوافعهن الأجتماعية والمادية لذلك ،وقامت بدراسة قيمة أثناء فترة السجن وتناولت فيها موضوعات كالدعارة والرذيلة و الرشوة و الفساد من ناحية ارتباطها بالنظام السياسي القائم بالمغرب والذي عمل على نشر تلك الظواهر وتشجيعها في ظل مجتمع عانى فيه الشعب من البؤس والشقاء، وذلك بعد أن أستندت إلي شهادات عشرات النساء.
 حكم علي سعيدة المنبهي مع مجموعة أبراهام السرفاتي بالسجن لمدة خمس سنوات إلي جانب سنتين بتهمة الإساءة إلى القضاء  ،وخلال هذه المحاكمة انتفضت ضد انتهاكات حقوق الدفاع، وبذلك ساهمت مع رفاقها في قلب الكفة،فأصبحت محاكمة محاكمة للنظام القائم بدلًا من محاكمة معارضيه. أعربت سعيدة المنبهي عن مساندتها لحق تقرير المصير وأدانت بشدة الوضع المأساوي لنساء المغرب واستغلالهن وذلك أثناء جلسات المحاكمة بالدار البيضاء ضمن مجموعة 138 والتي ضمت أبراهام السرفاتي وإدريس بنزكري وصلاح الدين الوديع وعبد القادر الشاوي في 1977.

وفاتها :                                                                  
ابتداء من يوم 8 نوفمبر 1977 دخلت سعيدة المنبهي في إضراب تام عن الطعام وذلك بهدف سن قانون المعتقل السياسي والدعوة إلي تحسين ظروف المعتقلين وفك العزلة عن الرفيقات المناضلات وعن المناضل إبراهام السرفاتي ، وقد دام الإضراب لمدة 34 يوما نقلت بعدها إلى المستشفى، ومنعت عنها محاليل الماء والسكر،وبسبب الإهمال توفيت سعيدة يوم 11 ديسمبر 1977 بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء وهي في سن 25 سنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق