2018/07/07

درس نسيه الصحفيون .. حينما أبطلت صحفية علمانية أوردوغان من الانقلاب

عبد القادر زعري
أثناء الانقلاب على أوردوغان، الصحفية Hande Fırat حاورت أوردوغان، ونقلت نداءه للشعب التركي، وكانت سببا في خروج الجماهير لمساندته وإنهاء حصاره وعودته معززا مكرما نحو الشرعية.. هي طبعا علمانية ومن معارضي أوردوغان و"العدالة والتنمية".
بغض النظر عن تركيا وأردوغان وحكمه، وما قيل عن دور الموساد في عودته للحكم، وما فعله في سوريا. فله ما له وعليه ما عليه. نحن لا يهمنا في المسألة سوى سلوك الصحفية البطلة، ووفاؤها لمبادئها وجرأتها وشجاعتها ودفاعها عن استقلاليتها وعدم انتظار التعليمات للقيام بواجبها.
قارنوا بينها وبين الكثير من صحفيينا "الإلكترونيين"، الذين عوض الاهتمام بواجبهم والقيام بدورهم، نراهم غارقين في حروب كلامية فارغة، يستعرضون فيها بكل حماس مهاراتهم في اختيار مفردات السباب والشتائم وأقدح النعوت، بينما الحل الأسهل لهم هو عقد لقاءات مباشرة بينهم وتصفياة حساباتهم بالحوار أو حتى بالمصارعة إن شاؤوا. 

نحن لا نتحدث عن الانتماءات السياسية والحزبية للصحفيين، فمن حق كل واحد منهم اعتقاد ما يشاء، والدعوة لمن يشاء، وتأييد من يشاء وحتى معاداة من يشاء. بل نتحدث عن القيم التي يطحنها بعض الصحفيون بأقدامهم حينما يتوجهون لبيع "وجوههم" لمن يدفع، والأخلاقيات، والمبادئ، التي تشكل الحد الأدنى من المواثيق التي اتفق عليها مؤسسوا المهنة. وهي التي لا تهمش المخالف لها فقط، بل تسوس وتسرطن كافة الجسم.

ببعض الوضوح نشير إلى أن أخبار التصرفات التي لم نكن نسمعها عنها إلا في المزادات العلنية وأسواق بيع المواشي، صارت تدفع بعضا من الصحفيين أنقياء الضمير، إلى الخجل من إعلان الانتماء لهاته الشريحة، ووضع اليدين على الرأس وهم يسمعون ما يندى له الجبين. 

فلا شيء يخفى في المغرب والشمس تشرق بنور ربها على بعد كل ليل. هاته التصرفات كانت، ولم تنقطع يوما ما. لكن روائحها زادت وتصاعدت.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق