2018/08/10

بوطو الكهرباء الذي نطح المنظومة التعليمية حتى طارت نجومها


عبد القادر زعري

"اخشيشن" حسب ما أذكر هو وزير سابق في التربية والتعليم. يمعنى أنه كان المسؤول الأول في المملكة عن غرس مبادئ المواطنة واحترام القانون وممتلكات الدولة لدى الناشئة. وتصرفات ابنته التي ساقتها سيارة الشعب والتي يوجد خلاف بينها وبين "بوطو" الكهرباء ومن يكون منهما قد نطح الآخر، أعطى الدليل على أن الوزارة والمنصب والدبلوم شيء، والكفاءة والتجربة العملية شيء آخر.والتجربة أثبتت أن الأبناء لا يسمعون وفي الغالب يُقلدون.


من جهة أخرى، على القاضي أن يُضيف إلى لائحة تهمه تهمة أخرى أو ربما تهمتين، ويبحث فيهما جيدا، وأظن أن الغالبية أغفلتها، والتهم هي :إما سرقة السيارة أو المساهمة في سرقتها والمساهمة في ارتكاب مخالفة القيادة بدون رخصة. فإذا كانت الفتاة قد أخذت السيارة خلسة وهي مملوكة للدولة، فهي إذن سرقة لملك الغير، والغير هنا هو الدولة.

وأما إن ثبت تواطؤ طرف ما، إما سلمها المفاتيح أو فتح لها كراج ملك الدولة أو فتح الطريق أو غض الطرف عن كل ذلك، فالتهمة هي المشاركة أو المساهمة. وللمحكمة الموقرة واسع النظر.


وفي كل الأحوال، وبعيدا عن السياسة والانتماء والحسابات الفارغة، فنحن نعيش ثمار سياسة تدمير دور  القدوة، بالالتفاف على دور المعلم والأستاذ والمؤطر، وتسليط الهجمات الإعلامية على كل هفوة يرتكبها أحدهم لظروف ما، لنزع الهيبة والوقار ومحو أثر شخصية رجل التعليم.

فإزاء تلاشي دور رجل التعليم، والاختباء وراء حقوق الطفل، للتشنيع به وفق أساليب دقيقة ومدروسة، لم يدر المخططون أنهم يخططون لجيل، حينما يفرغ من تمرده على القدوة سينتقل بالتدريج للتمرد على القانون.

فاحترام وتوقير رجل التعليم كان ولا يزال المدخل الأوحد لفتح أعين وأدمغة النشء على احترام القانون ورجال القانون والساهرين عليه. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق