فريق عمل بلقصيري .. ما كان يحرثه الجمل لعام يدكه ثعلب ماكر في لحظة
للنظر في أزمة
الفريق وتشخيص الداء بدقة، لابد من النظر إلى جوانب الممارسة الكروية بشمولية
أولا. ثم لابد من استحضار ماضيه، وخصوصا بداية الثمانينات التي كان فيها الفريق في
قمة مجدة، وكان النادي بأكمله في قمة النضج والمسؤولية والصدق وفي قمة وطنيته،
أعضاء ومتعاطفين ومسيرين والعشاق أجمعين.
من حيث مقومات
الممارسة الكروية من ملعب وتنقل وإيواء وتمويل وجلب اللاعبين وتوفر فرق أحياء
كخزان للفريق ... فهي جوانب تكلم عنها الكثير، وهي مقومات مشتركة يشكو منها جميع
الفرق، وبدونها لا يمكن أن نتحدث عن كرة قدم، لا صغيرة ولا كبيرة.
لكن كيف تمكن فريق
الأحلام المفجوعة سنوات بداية الثمانينات، من التحليق فوق كل العقبات وطحن كل
الحواجز، ولالتحاق بالقسم الأول صيف 1986، رفقة المدرب محمد الكريمي رحمه الله رحمة واسعة، بعد مواسم صال فيها أولئك الأبطال وجالوا البلاد
طولا وعرضا، بانتصاراتهم الباهرة، وهيبتهم التي كانت تسبقهم إلى ملاعب الخصم بأيام
قبل حلولهم أرض المعركة.
في تلك المواسم،
حينما كانت المقابلة تكون في ملعب هؤلاء، فهي العرس الذي تعيشه المدينة بشبابها
وكهولها، بكل جوارحها. قبل المقابلة تنحبس الأنفاس ويخيم على المدينة صمت غريب.
وعند تسجيل الفريق لهدف يعلو في سماء الملعب صوت مجلجل في السماء يتردد صداه في أجواء
واسعة من المدينة الهادئة، بل وحتى النساء كن يلتحقن بالملعب على بساطته لتشجيع
الأبطال.
الكرة لم تكن مجرد
كرة. ولم تكن مجرد شأن ترفيهي زائد يشتغل به من لا شغل له. بل كانت مجالا، يشعر فيه
أهل المدينة رجالا ونساءا بالفخر والاعتزاز، فاسم المدينة كان يتردد على مدى يومين أو ثلاث في الأسبوع، في النشرات الرياضية التلفزية وعلى أمواج الإذاعات الوطنية والجهوية.
كانوا يشعرون أن المدينة حاضرة وبقوة إلى جانب مدن كبيرة بأبطالها الذين كانوا يتنقلون بوسائل النقل كباقي المسافرين ويقطعون المسافات الطوال، وفي الميدان تُنسيهم المعركة كل التعب، ويخوضون المعركة ولا
يفرقون بين الكبير والصغير.
من كل رحلة كانوا يعودون
أبطالا. سواء انتصروا أم تعادلوا أو حتى إن انهزموا. فلعبهم وقوتهم وبأسهم
وهيبتهم، كانت تترك لكل خصم سمعة طيبة واحتراما خاصا.
وهنا نصل إلى مربط
الفرس. لقد عانى الفريق الأمرين من ظاهرة تُلازم الممارسة الكروية في الدول
المتخلفة. هاته الظاهرة تقهر الرجال والفريق بمسيريه كانوا رجالا والتاريخ يشهد.
هاته الظاهرة، هي ظاهر الوصولية والانتهازية والتلاعب بالنتائج في اللحظات الحاسمة. ما يحرثة جمل الفريق والنادي طوال عام كامل، يدكه جمل عنصر خائن أو ثعلب غادر.
النجم البطل الطاهري توفي أبوه على المدرجات حسرة على
لعنة الغدر التي لازمت الفريق والنادي قبل تمكنه من الالحاق بقسم الكبار صيف 1984
واصل الابن وزملاء حمل المشعل قبل أن تخونهم البنية التحتية والإمكانات
واصل الابن وزملاء حمل المشعل قبل أن تخونهم البنية التحتية والإمكانات
عانى الفريق من
الغدر والخيانة والطعن في الظهر. في مقابلات السد والمقابلات الحاسمة. وبوضوح
أكثر، عانى من الوصولية والانتهازية والتلاعب بمشاعر الفريق وعشاقه ومسيريه،
والاتجار في انتصاراته وهيبته وقوتة.
وقبر المرحوم
الحاج محمد الطاهري، لا يزال شاهدا على ما تفعله الطعنات السامة في ظهور الرجال في
اللحظات الحاسمة والدقيقة. رحم الله الحاج الطاهري وجيل الحاج محمد الطاهري، لاعبين ومسيرين ومحبين وعشاقا، وبارك في عمر من تبقى.
دور الوصولية أخطر
من أي دور لماذا ؟ لأن عنصرا واحدا يمكنه أن يجني على أمة حينما يندس في مناطق
حساسة في الجسم المُستهدف، وبضربة واحدة تتطاير أشلاء موسم كامل من المجهودات.
ما نريد قوله. هو
أن المشاكل المادية لم تكن دائما العائق الوحيد أمام تحقيق الأمجاد. فالفريق في مرحلته
الذهبية وعلى مدى سنوات، كان يتحرك ويتنقل ويسير بإمكانات متواضعة، والباقي كانت تكمله الغيرة
والصدق ومساعدات العشاق والغيورين واحترام المسؤوليات.
إنه ولتصحيح مسار الفريق، لابد أن تكون نزاهة واستقلالية ووطنية وغيرة وصدقية العناصر المسؤولة تحت المجهر. إنه لابد من الاستماع الجيد لقدماء المسيرين والمشجعين واللاعبين، والقدماء لا نُزكيهم لعامل السن فقط، بل لأن ذاكراتهم تحتفظ بالدروس والعبر والتجارب التي لا يمكن التفريط فيها أو تجاهلها.
ثانيا، إنه لابد من تحصين اللاعبين ضد كل محاولات التيئيس والإحباط. ولابد من توفير كل الشروط المادية والمعنوية لممارستهم لدورهم بكل تركيز، ولابد من إبعادهم عن الصراعات التافهة والمناورات التي تشق الصفوف وتخرب لُحمتهم ووحدتهم وحماسهم في الدفاع عن قميصهم، فالشخص الوحيد المؤهل قانونيا وأخلاقيا لتأطيرهم هو الطاقم الفني لاغير. وإقحامهم في مشاكل الفريق والصراعات بين تيارات النادي جناية في حقهم وفي حق الفريق والنادي ككل.
إنه ولتصحيح مسار الفريق، لابد أن تكون نزاهة واستقلالية ووطنية وغيرة وصدقية العناصر المسؤولة تحت المجهر. إنه لابد من الاستماع الجيد لقدماء المسيرين والمشجعين واللاعبين، والقدماء لا نُزكيهم لعامل السن فقط، بل لأن ذاكراتهم تحتفظ بالدروس والعبر والتجارب التي لا يمكن التفريط فيها أو تجاهلها.
ثانيا، إنه لابد من تحصين اللاعبين ضد كل محاولات التيئيس والإحباط. ولابد من توفير كل الشروط المادية والمعنوية لممارستهم لدورهم بكل تركيز، ولابد من إبعادهم عن الصراعات التافهة والمناورات التي تشق الصفوف وتخرب لُحمتهم ووحدتهم وحماسهم في الدفاع عن قميصهم، فالشخص الوحيد المؤهل قانونيا وأخلاقيا لتأطيرهم هو الطاقم الفني لاغير. وإقحامهم في مشاكل الفريق والصراعات بين تيارات النادي جناية في حقهم وفي حق الفريق والنادي ككل.
إلى اللقاء في
الجزء الثالث بإذن الله ..
تعليقات
إرسال تعليق