فريق عمل بلقصيري .. اليد النظيفة والاهتمام بالقدماء شرطان أساسيان لنهضة النادي
قبل مواصلة الحديث
عن فريق عمل بلقصيري، نؤكد أننا نتحدث عن كيان له تاريخ يمتد على مدى أزيد من ستين
سنة. وهو من نموذج استثنائي فريد لفريق يمثل مدينة صغيرة، لكنه لعب دورا يفوق
وبكثير حجم المدينة.
الآن الفريق يتمتع
بملعب جيد ووسيلة تنقل مناسبة وله دعم مادي لابأس به، والإنصاف يقتضي ذكر الوقائع
بصدق والاعتراف بالجميل لكل من ساهم من قريب أو بعيد في هذه الإمكانيات. فالمدينة
وعكس ثقافة التيئيس والإحباط التي ترى كل شيء بنظارات سوداء، فيها الخير كل الخير.
والذين سبقوا وكتبوا تاريخا مجيدا، لا بد وأن يتركوا خلفا يقتفي نفس الخطوات، رغم
أن الميدان عادة ما يكون ملغوما على أيدي عناصر حاقدة أو حاسدة.
إذن نعود لنؤكد أن
أخطر عامل يؤثر على مسيرة الفريق وكل الفرق الرياضية، هو العامل البشري. فما قيمة
بنية تحتية قوية، ولاعبين أقوياء، ومدرب كفؤ، إن كان جسم التسيير مخربا تلعب فيه
الأحقاد والضغائن والأنانية وتمزقه الخلافات الشخصية. وما قيمة انتخابات المنهزمُ فيها تخونه الروح الرياضية فيتحول فيروسا ينخر في مفاصل النادي، ليبث اليأس ويختلق
العداوات ويؤجج الصراعات، بل ويسعى بكل جهد لهزيمة الفريق وتحطيم أحلامه، انتقاما
ونكاية لرغباته المرضية الخبيثة.
ما نريد قوله، هو
أن تاريخ الفريق عرضناه، لكي يعلم الجيل اللاحق أن الجيل السابق، كانت أخلاقه
وهممه لا علاقة لها بما خلفها في سنوات الهزيمة ومواسم الإحباط. لم يكن همهم
الظهور على المنصات والافتخار بالمنصب والمسؤولية والادعاء بأن أي نصر هو نصر
شخصي. كان الهم هو النادي والفريق. كانوا يبذلون الغالي والنفيس لا لشيء، سوى لكي
يسمعوا اسم المدينة مرفوعا أمواج الإذاعات وتكرره نشرات الأخبار والبرامج
الرياضية.
وهنا لابد من قول الحقيقة
التالية. إن كل من ثبت سوء تصرفه وسعى ضد مصلحة الفريق، لا مكان له لا في منصب المسؤولية
ولا بين أعضاء النادي. نحن نتحدث عن فريق عريق تعاقب على قميصه وعلى تسييره، رجال
أشداء أقوياء صادقون، كانت تضحياتهم تاريخية بكل المقاييس وأخلاقهم من ذهب. وعلى
الغيورين التفكير في جمع شتات أرشيف النادي ولملمة ما تبقى منه.
اليد النظيفة هي
أولى شروط تسيير النادي. كيف يجوز التسامح مع من يسعى ضد مصلحة فريق، ترصد له الجماعة
والإقليم والجهة ميزانية بملايين الدراهم من مال الشعب، ويأتي عنصر فاسد ليتسلل
ويسوس.
ثانيا، نكرر أنه
يمكن القفز نحو المستقبل دون الاستعانة بقدماء المسيرين واللاعبين والاستماع
لقدماء المشجعين، وحتى إن فضلوا البقاء بعيدا عن المسؤولية، فلابد من الاستماع
إليهم واستشارتهم، في الأمور التي تخصصوا فيها أو تحملوا فيها مسؤوليات. فهؤلاء دخيرة
لايمكن التفريط فيها. جميع الفرق الكبيرة أصبحت تعطي لهؤلاء وزنا جد مميز.
ثالثا، حينما
تُعطى لأحد ما مسؤولية سواء في التسيير أو التدريب أو التكوين، فلا يعني ذلك أنه
تسلم شيكا على بياض ليفعل ما يشاء لوحده، فالخطأ من سمة البشر، وقبل ذلك فكل
مسؤولية لابد وأن تكون مقرونة بالمحاسبة.
إذن لابد من
متابعته وتقييم عمله بين الحين والآخر. وهو عليه الإستماع لأهل الخبرة ومن له نقد
بناء، فما فائدة أن ينتظر الغيورون على الفريق نهاية الموسم ليقدموا تقييما، حينها
تكون الأخطاء تراكمت وفات الوقت لتداركها وإصلاحها.
تعاقب على رئاسة الفريق: الجزائري الوناس، ميلود النقط، علوش عمر، حمو طاهرة العربي، شوهيد سليمان، ظفر الله إدريس، قاسم الكسورات المعروف ببابا، محمد السعودي، خالد العلوي، محمد العسل، أحمد الشرايبي، سليمان البوسلهامي، عبد السلام فهمي، سعيد الطرايفي، ومصطفى الثوابي.
ودربه: محمد ظفر الله، محمد الكرايمي، عزيز العامري، نور الدين البويحياوي،عزيز بوعبيد، الإخوان اللوماري محمد وادريس، جمال جبران، مبارك الرياضي، كبور وداد، سيمو، حسن العامري.
وهنا مرة أخرى
نقول ونؤكد، أن النادي عليه الأخذ بآراء قدماء المسيرين واللاعبين والمدربين، من
ذوي التضحيات والغيرة واليد النظيفة. قدماء اللاعبين لهم جمعية عمرها حوالي عشرين
سنة، وهذا مكسب مهم للاعبين والفريق والنادي. ويمكنهم أن يلعبوا دورا مهما في
تقديم استشارات تقنية وفنية في شأن المدربين وانتدابات اللاعبين وأن يكونوا خير مساند
ومشجع لهم.
تعليقات
إرسال تعليق