النبي إدريس عليه السلام ثالث نبي أول من خطط المدن وعلاقته بالأهرامات ..


النبي إدريس عليه السلام ثالث نبي أول من خطط المدن وعلاقته بالأهرامات ..

عبد القادر زعري

فى القرآن الكريم "إدريس". ويذكره الإنجيل باسم "أخنوخ" ويربط الكثيرون بينه وبين المعبود المصرى "أوزيريس".

تقول الكتب التاريخية إنه النبى الثالث بعد آدم وبينهما شيت فقط، ويقول القرطبى فى تفسيره "إدريس – عليه السلام – أول من خطّ بالقلم وأول من خاط الثياب ولبس المخيط، وأول من نظر فى علم النجوم والحساب وسيرها. وسمى إدريس لكثرة درسه لكتاب الله تعالى، وأنزل الله تعالى عليه ثلاثين صحيفة".

ويذكر السيوطى فى كتابه "حسن المحاضرة فى تاريخ مصر والقاهرة" أن أحد الملوك قد أراده بسوء ولكن الله عصمه، ثم دفع له أبوه العلوم المتوارثة عن جده، فطاف بالبلاد وبنى عشرات المدن فى مختلف الأنحاء أصغرها "الرها" -بالأناضول حاليًا - ثم عاد إلى مصر وحكمها وزاد فى مسار نهر النيل وقاس عمقه وسرعة جريانه، وكان أول من خطط المدن ووضع قواعد للزراعة وعلّم الناس الفلك والهندسة، ويربطه بالصابئة ويقول إن بعضهم يدّعى أن أحد أهرامات مصر قبره والآخر قبر جده شيث بن آدم.

ويربط الناس بينه وبين أوزيريس، ففى كتاب "الجبتانا" الذى وضعه المؤرخ المصرى مانيتون السمنودى ودوّن فيه قصة الخلق المصرية القديمة وأحداث أول الزمان حتى تكليف الآلهة لـ"مينا نارمر" بتوحيد مصر التى مزقتها حرب "سِت" مع "أوزوريس وحورس وإيزيس"، فنرى فيها وصفًا لأوزوريس أنه يتلقى من حين لآخر دعوة الآلهة فيصعد إلى السماء ويتعلم منها فنون البناء بالحجر والخط بالقلم والزراعة والحكمة وتخطيط المدن، وتصفه بأنه أول من جعل الجبتيين (المصريين) يسكنون البيوت بعد أن كانوا يسكنون الكهوف خوفًا من الوحوش والمسوخ، كما تنوه بأنه أول من شيّد المعابد الضخمة، واهتم بتعليم الطب، وابتكر أدوات الزراعة والرى مثل المحراث والشادوف، وازدهرت فى عهده المدن والصناعات وعرف الناس لبس الأثواب الكتانية، وكان يتلقى وحى الآلهة ويرى الرؤى فى نومه، وقد حكم مصر بالعدل حتى اغتاله سِت ثم عاد إلى الحياة ثم رفعته الإلهة إلى تاسوعها المقدس، وهو -وفقًا للعقيدة المصرية القديمة- قاضى قضاة محكمة الآخرة.

وإدريس عليه السلام حفيد سيدنا آدم عليه السلام، قد أدرك من حياة آدم 308 سنوات لأن آدم عمر طويلا زهاء ألف سنة. وكان له خليل من الملائكة، وقد كانت مدة إقامته في الأرض مايقارب ال800 سنة. وهو لم يمت في الأرض بل رفعه الله إلى السماء الرابعة.

وقد سأل ابن عباس كعبا فقال كعب:

أما "إدريس" فإن الله أوحى إليه: أني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم - لعله من أهل زمانه - فأحب أن يزداد عملا، فأتاه خليل له من الملائكة، فقال له: إن الله أوحى إلي كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى أزداد عملا، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدرا، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه "إدريس"، فقال: وأين "إدريس؟ قال: هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي اقبض روح "إدريس" في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك. فذلك قول الله عز وجل "وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا".

ونبي الله إدريس، كان بإجماع الدراسات التاريخية، نقلة كبرى في مجال التخطيط العمراني والتمدن البشري، واستقراره كان بمصر، فقد انتبه له دارسون متأخرون بأنه هو باني أول الأهرامات المصرية.



كما أن أبو الفضل المنوفي ذكر في كتابه "الدين والحضارة"، أن تمثال أبوالهول هو صورة للنبي إدريس الذي كان مصريا. التمثال نحثه اللاحقون من بعده تكريما له وتخليدا لذراه، مع أن هذا عمل لا يوافق طبيعة دين التوحيد الذي جاء به هو والأنبياء من بعده عليهم السلام.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ المغرب .. الثائر أحمد الريسوني

10 إستراتيجيات للتحكم في الشعوب في كتاب لنعوم تشومسكي

مقتل الجنرال الدليمي .. هل تم تفجير سيارته بواسطة قنبلة موقوتة حولت جسده إلى أشلاء ..