ذاكرة سجين_85



ذات يوم وبعدما فتحوا لنا الأبواب للفسحة، جاء إلي وقال هيا اخرج معي لنتحدث، قلت له "مهلا أشرب القهوة وأتبعك" فأجاب مبتسما "أعرف قهوتك وطريقتك في تحضيرها، هيا لقد أعددتها لك كما تشتهي" فحملنا أكوابنا وخرجنا للساحة وجلسنا لوحدنا.
خاطبني قائلا "أنا أحترمك كثيرا، وعلمت ما حصل لك وأنت لاتزال في الحرية ولم تُعتقل بعدُ، أنت مثقف وواع ومهذب وإنسان يثق فيك كل السجناء، سأحكي لك شيء عن قصتي لتحكم، أنا لا أريد أن تأخد عني صورة سيئة، أنا لا أبالي بأي أحد، أما أنت فأريد ألا أخسر صداقتك واحترامك لي" فقاطعته.
لاحظوا أيها الناس، أن السجناء من ذوي الأحكام الطويلة، ممن قضى الله عليهم أمره، ورغم القبور التي يسكنونها، والخراب والدمار الذي يلحق حياتهم والموت الذي يتهددهم كل وقت وحين، فقلوبهم لا تجف من ألطاف الأخلاق السامية.
لنتابع قلت له مقاطعا :
"أبدا أخي أنور، مكانتك ومكانة كل من أعرفة لا تتأثر بما ابتلاه الله به، نحن كلنا رهن إشارة قدر الله، فالمسيح عليه السلام ذات يوم وجد بني إسرائيل أعدوا حفلة لرجم سيدة قالوا إنها باغية، ولما استنطقها قالت له يا سيدي أنا لست كما يصفون، فقال لهم : هيا من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر، فانفض عنها القوم". ثم روى لي قصته الأليمة.
اسمعوها يا من ترون في كل مار بالسجن شيطانا ومنه الشر يتفرق. قال :
يتبع ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ المغرب .. الثائر أحمد الريسوني

10 إستراتيجيات للتحكم في الشعوب في كتاب لنعوم تشومسكي

مقتل الجنرال الدليمي .. هل تم تفجير سيارته بواسطة قنبلة موقوتة حولت جسده إلى أشلاء ..