إن جميع ما وقع لي، وجميع من تكالبوا علي، لم يهزموني بأي دليل ضدي، ولكن في كل مرة كنت أتعرض للحيلة. بالحيلة جرتني إدارتي لمنصب "قاتل"، وبالحيلة جروني للقضاء، وبالحيلة حكموا علي بعشرة سنوات، وعندما لاحت براءتي بالحيلة أسقطوها، ومكثت في السجن وحيدا محاطا بأخطر المجرمين.
ازدادت الحسرة، حينما رفعت رياح الربيع العربي الإسلاميين إلى البرلمان والحكومة، جيلا نت الشباب، فإذا بي أسمع أسماء عدة زملاء وأصدقاء كانوا معي في كلية الحقوق المركزية بالرباط، وآخرون في سلك "العلوم السياسية" في التسعينات، وقد صاروا نوابا ووزراء.
أحدهم صار وزيرا. الثاني صار رئيس فريق برلماني، الثالث صار مدير جريدة يومية قوية، الرابع بعدما كان برلمانيا صار ناطقا رسميا لثاني أقوى حزب. آخرون موظفون كبار وأعضاء في دواوين الوزراء و..... وزميلات أخريات صرن سيدات ناجحات في المجتمع ومؤسسات الدولة ... وفي المجتمع المدني.
وأنا دارت بي الأيام وها أنذا قابع تحت ظلمات الظلم أتجرع الأسى والألم، بعدما وقعت في وظيفتي بيد مسؤولين ماكرين حاقدين حقدا مجانيا مبنيا على عصبية قبلية عمياء وسخة متسخة ملعونة عند الله وأنبياء الله أجمعين. عصبية ملعونة من فرق سبع ماوات.
كنت أسير في وظيفتي وأترقى بكل جدارة واستحقاق، لكن تلك العناصر المتخلفة كانت دوما تزرع الشوك في الطريق. كانوا يتعاملون مع الإدارة وكأنها ضيعات تركها لهم آباؤهم. حسابي معهم أمام الله سيكون عسيرا. والعالم سيسمع ويرى كل شيء.
كانوا يعلمون جيدا جدارتي في كل المهام التي تسندها لي الإدارة المركزية، وكانوا يدركون جيدا أنها ترى في مسؤولا واعدا في المستقبل، ففعلوا المستحيل لتحطيم مستقبلي الوظيفي ونجحوا.
والحمد لله أولا وأخيرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق