2018/03/05

ذاكرة سجين_92


المهم انشغلت في المدة الأخيرة من السجن، ورغم تدهور أحوالي الصحية والنفسية، بالقراءة والكتابة والصلاة وأنواع الذكر.
كل الوقت الذي كنت أملكه في السجن أستغله ساعة بساعة، ودقيقة بدقيقة. غُصت في قراءة الكتب التي جمعتها في مكتبتي وراكمتها على مدى سنوات، ولما أنهيتُها حصدتُ كل ما في مكتبة السجن، من جميع أصناف الكتب والحمد لله.

بدأت أنشر أسبوعيا مقالات تحليلية في علم الاجتماع السياسي،والعلوم السياسية، كانت البداية قرارا انتحاريا. سربت المقالات وبقيت أنتظر ردة فعل إدارة السجن. مر يوم ويومان وأسبوع وأسبوعان ولم يحدث لي شيء.
بعدها بدأ موظفو السجن والحراس حينما يرونني يتهامسون بينهم، ولا أعلم لماذا ؟ وذات يوم أوقفني أحدهم.
- قف 
- وقفت ورفعت يدي للأعلى ليقوم بتفتيشي كالعادة.
- ما اسمك ؟
- عبد القادر زعري
- هل أنت الذي كنت موظفا بوزارة المالية ؟
- نعم. لكن أسئلتك غريبة
- لا شيء هيا اذهب
- لكن أوقفتني وطرحت علي أسئلة غريبة، أرجوك لقد مللت من المصائب، هل تعلم عني شيئا ؟
- مبتسما .. أقرأ لك .. أنا لم أصدق أنك أنت هو صاحب تلك التحليلات التي أتابعها أسبوعيا على طنجة24.
- هنا تنفست الصعداء وقلت له .. "أووووفففف لقد أفزعتني يا صديقي".
- لماذا تنفست الصعداء؟
- لأنني علمت أن إدارة السجن تعلم ولم تفعل لي شيئا. 
- بالعكس، أمثالك تفتخر بهم الإدارة.
داومت على الكتابة أسبوعيا مدة عام ونصف، إلى صدر قرار من موقع بتوقيف نشر مقالاتي، عقب الإفراج عني بأسابيع، الشيء الذي كان السبب في الانتقال للنشر في مواقع وطنية رائدة. (الأسبوع الصحفي، هسبريس، شوف تيفي، بديل أنفو.....)
وأما هنا بمدينة طنجة، فكل المواقع والحمد لله مفتوحة أمامي، وحاليا أكتفي بمنصب رئيس تحرير إحدى مواقع محلي، نظرا لمهنتي الأصلية التي تتطلب مني وقتا وجهدا كبيرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق