فريق عمل بلقصيري .. من الأوج إلى الحضيض
صورة اليوم، هي لفريق عمل بلقصيري العملاق، وهو على أرض الميدان لمواجهة فريق عملاق آخر قبل 46 سنة، هو فريق النادي القنيطري. وهي وثيقة تاريخية ضمن وثائق أخرى سنهديها لمن يفكر صادقا في المسار الصحيح اللازم اتباعه، أثناء مناقشة الشأن الكروي بالمدينة. فالشأن الكروي لم يكن أبدا ومنذ تأسيس النادي عام 1947، شأنا ترفيهيا أو هامشيا.
تاريخيا كانت مدينة مشرع بلقصيري، من بين
رياض الجنة القلائل في المغرب، التي اعتنى بها المُعمر الفرنسي، من حيث التخطيط
العمراني، والبنية التحتية،والمرافق الإدارية والتعليمية والصحية اللازمة.
وبعد الاستقلال، لم تجد المدينة من سفينة
تنقذها من النسيان والتلاشي، غير فريق عمل بلقصيري لكرة القدم. وهو الفريق الذي
صال وجال ملاعب المملكة طولا وعرضا خلال عقد الستينات والسبعينات والثمانينات، إلى
حقق حلمه التاريخي بالصعود إلى قسم الكبار.
الأمجاد الضائعة
هذا الصعود لم يكن بالسهولة التي قد نعتقدها،
بسبب الغياب الفضيع لأرشيف النادي الذي يدخل عامه الواحد والسبعين، فذاكرة الفريق ومعها ذاكرة المدينة، سحقها الإهمال المريع للوثائق والصور وتسجيلات المقابلات والروبورطاجات والمقابلات الصحفية ومحاضر الجموع العامة، وكل ذلك دخيرة حية لا غنى عنها للأجيال، لا الحالية ولا القادمة، لأخد الدروس وربط الماضي بالحاضر والتخطيط للمستقبل.
فالفريق وقبل صعوده عانى الأمرين بسبب الوضع الكارثي الذي كانت تُدار به البطولات المحلية، في تلك العقود التي كان فيها المغرب لا يزال يبني الأسس السليمة لممارسة كروية شفافة ونزيهة. ولربما هو الآن يؤدي نفس الثمن الذي أداه السابقون، فقافلة الغيورين والصادقين لم تنقطع، مثلما لم تنقطع الوصولية والانتهازية والخبراء المناورات والدسائس.
فالفريق وقبل صعوده عانى الأمرين بسبب الوضع الكارثي الذي كانت تُدار به البطولات المحلية، في تلك العقود التي كان فيها المغرب لا يزال يبني الأسس السليمة لممارسة كروية شفافة ونزيهة. ولربما هو الآن يؤدي نفس الثمن الذي أداه السابقون، فقافلة الغيورين والصادقين لم تنقطع، مثلما لم تنقطع الوصولية والانتهازية والخبراء المناورات والدسائس.
ما يهمنا الآن هو أن وضعية الفريق المأساوية،
والتي ربما تنتفض لها جثث الأبطال الراحلين وهم في قبورهم، غيرة وحسرة وكمدا على سمعة
وهيبة الفريق، لا يمكن التخلص منها دون الالتفات للتاريخ، واستحضار أرواح أولئك
الأبطال رحم الله منهم من مات وبارك في عمر من بقي. سواء منهم اللاعبون أو
المسيرون أو المحبون والعشاق.
هؤلاء لم يكن غرضهم ربح المقابلات فقط، بل
كانت له أهداف وغايات نبيلة وسامية وهممهم كان عالية. كانت قلوبهم دوما تهدف ليكون
اسم المدينة حاضرا في كبرى الملاعب الرياضية، وأمام عمالقة كرة القدم المغربية،
وفي نشرات الأخبار الرياضية على التلفزة وعبر أمواج الإذاعة الوطنية.
كان ابن المدينة حينما يتنقل في أي منطقة من
مناطق المغرب، طيلة الستينات والسبعينات والثمانينات، يشعر بالفخر والاعتزاز حينما
يسأله أحدهم من أين أنت ؟ فيجيب "أنا من مشرع بلقصيري" فيحيونه بابتهاج
لأن سمعة وهيبة الفريق جعلت المدينة الصغيرة مشهورة بأمجاد شبابها الرياضي
ومؤطريهم ومشجعيهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق