مشرع بلقصيري قبل ربع قرن كان معملا السكر قلعتين للنضال


ظلت المعلومات عن شركتي تسيير واستغلال معملي السكر بالمدينة جد نادرة. ومهما يكن، فالمعملان صارا جزءا مهما من ذاكرة المدينة خصوصا في مرحلة ما بعد الاستقلال.
فالمعملان كانا من أهم قلاع العمل النقابي، حينما كانت النقابة نقابة، والمناضل مناضلا وكان الإضراب إضرابا.
ليلة كل إضراب وخصوصا في سنوات أواخر السبعينات، وطيلة الثمانينات، كنا ونحن صغارا ويافعين نعاين بكل براءة إنزالات مخيفة لقوافل من الجيش بشاحناته وعتاده، تتجه عبر شارع الجيش الملكي نحو المعملين. وكان ذلك ينزل على المدينة وما حولها جوا من الرهبة والخوف يوقف الأنفاس.
وكنا لا نتفس الصعداء حتى ينسحب الجيش بعد يوم الإضراب بيومين أو أكثر.
كان مجرد شراء جريدة معارضة في تلك الحقبة وحملها يتم خفية في تلك الأيام العصيبة من تاريخ المملكة، فالسلطة تترصد وتتابع والخوف يعم الأجواء
وأما المنتسبون للمعارضة وللنقابة بالنسبة لنا فقد كانوا أبطالا اسطوريين، كأنهم نعمة سماوية تندد بالظلم وتغامر بنفسها فداءا للمقهورين. رحم الله من مات منهم وبارك في عمر الباقين


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ المغرب .. الثائر أحمد الريسوني

10 إستراتيجيات للتحكم في الشعوب في كتاب لنعوم تشومسكي

مقتل الجنرال الدليمي .. هل تم تفجير سيارته بواسطة قنبلة موقوتة حولت جسده إلى أشلاء ..