المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٨

رمضان والسجن_6 .. ليالي رمضان وقصص الأنبياء وسكينة من الله 3/3

صورة
رمضان والسجن_6 .. ليالي رمضان وقصص الأنبياء وسكينة من الله 3/3 كنا نتجمد مع الفرجة في اللقطات الحاسمة ونعيش الأحداث كأننا داخل القصة. مثلا، حينما يسمعون مشركا أو كافرا، ينطق في وجه أحد الأنبياء بكلام فيه كفر، يبدؤون بسبه سبا عنيفا وشتمه بأقبح النعوت، بل وقد يصرخ أحدهم "أيها الكلب لو كنت أمامك لذبحتك أيها الغبي اللعين" ويصيح آخر في وجه قوم كفروا بنيهم: "مهلا عليكم أيها الكفرة، سترون ذلك النبي ماذا سيفعل بكم، وجدتموه رجلا طيبا ومتسامحا وتستخدمون معه الحيل، والله لو كنت معه لذبحتكم جميعا لوحدي".                                  وحينما يقوم "صحابي" ما بقتل "مشرك أو "كافر"، ترى الجميع يقفزون ويصفقون فرحا وبطريقة تلقائية ويحيون الصحابي ويصفقون له وهو يصيحون "برافوو.. أعطاك الله الصحة والعافية .. هذا هو علاج القوم المجرمين .. الحوار لا يفيد مع القوم الظالمين". وبالعكس حينما يُقتل صحابي ما في معركة، يبدأون بالغليان والغضب، ويصيحون: "اسمع أيها الكافر النجس، والله كنت معكم لدبحتك أنت وجميع من معك" ويجيبه

رمضان والسجن_6 .. ليالي رمضان وقصص الأنبياء وسكينة من الله 2/3

صورة
رمضان والسجن_6 .. ليالي رمضان وقصص الأنبياء وسكينة من الله 2/3 إنه لا داعي للحكم على الناس من مظاهرهم. حينما خرجت من السجن عانين المرارة التي ما بعدها مرارة، من ظلم المجتمع. للأسف عانيت من أصدقائي المتعلمين أضعاف ما عانيته من البسطاء ومحدودي التكوين والتعليم من عامة الناس. وكنت ولا أزال أقارن بين الناس في الحرية وبين عتاة المجرمين، الذين إن رأيتم وجه الفرد منهم، يهجركم النوم رعبا لأيام. الملامح تخدع. والمظاهر تعمي. ودائما أردد في نفسي "نكبتي نسجها ذوو البذلات الأنيقة والأحذية اللامعة والكلام الحلو والمجاملات المُعطرة بالكذب والنفاق والمكر والغدر. وما رأيت من المجرمين القتلة الذين عايشتهم سنوات، إلا الرجولة والمروءة والوفاء بالوعود وبياض القلب". لنواصل. في بعض الأحيان كان رفاقي يجلبان لنا قارئ الأقراص المدمجة، ومعه أقراص الأفلام والمسلسلات الدينية التي كنا نطلبها منهم. مثلا فيلم "الرسالة" و "عمر المختار" و" النبي أيوب" أو مسلسلات "أهل الكهف" و"يوسف الصديق" و"كليم الله" ....

رمضان والسجن_6 .. ليالي رمضان وقصص الأنبياء وسكينة من الله 1/3

صورة
رمضان والسجن_6 .. ليالي رمضان وقصص الأنبياء وسكينة من الله 1/3 في السنوات الثلاث الأخرى، والتي قضيتها في الغرفة 1 حي الباء، رفقة أصدقائي من "أخطر المجرمين"، كان الوضع مستقرا نسبيا، وكان هؤلاء "الخطرين"، يضمنون الهدوء والانضباط. فقد فرضت عليهم الهدوء في الغرفة والاستقرار، مقابل أن أقبل انتخابهم لي رئيسا. انتخابي رئيسا لهم كانت بالنسبة لهم مكسبا، فقد كنت محترما من طرف الإدارة ورئيس الحي، وكنت أتدخل لصالحهم لدى الموظفين، وكانوا لا يرفضون لي طلبا، وسنعود لذلك بتفصيل. هؤلاء "القتلة" و "السفاحين" و"الخطرين" الذي وضعوني معهم عمدا، كانوا لي خير مساعد لي وخير مساند، وهم من فرضوا علي جميع سجناء الحي احترامي. وفرضوا على الغرفة الانضباط واحترام القانون. قانون الدولة وقانون السجن وقانوننا نحن "المجرمين الخطرين". هؤلاء كانوا خلال ليلي رمضان المباركة، يطلبون مني الحديث في الدين، وذلك لما آنسوا مني طريقة إلقاء جميلة ومشوقة بعيدا عن الأشكال المحنطة والخشبية التي نراها ونسمعها للأسف، في كثير من مساجد الأمة. ليلا وبعد

حقيقة التصوف

صورة
"لو علم الناس حقيقة التصوف لاستحى أناس كثيرون يزعمون أنهم صوفية. واما عن شخصي فهذا شرف لا أدعيه ومرتبة لم أبلغها". أقوال العلماء في التصوف: ■ الإمام النووي (توفي سنة 676 هـ):صاحب رياض الصالحين و شرح صحيح مسلم قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في رسالته "مقاصد الإمام النووي في التوحيد والعبادة وأصول التصوف": (أصول طريق التصوف خمسة: 1. تقوى الله في السر والعلانية 2. اتباع السنة في الأقوال والأفعال 3. الإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار 4. الرضى عن الله في القليل والكثير 5. الرجوع إلى الله في السراء والضراء) ■ الإمام أبوحامد الغزالي (توفي سنة 505 هـ): وها هوذا حجة الاسلام الامام أبوحامد الغزالي رحمه الله تعالى يتحدث في كتابه "المنقذ من الضلال" عن الصوفية وعن سلوكهم وطريقتهم الحقة الموصلة إلى الله تعالى فيقول: (ولقد علمت يقينا أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة وأن سيرتهم أحسن السيرة وطريقتهم أصوب الطرق وأخلاقهم أزكى الأخلاق...ثم يقول ردا على من أنكر على الصوفية وتهجم عليهم: وبالجملة فماذا يقول ا

رمضان والسجن_5 .. المحاكمات المُرعبة في رمضان

صورة
رمضان والسجن_5 .. المحاكمات المُرعبة في رمضان خلال شهر رمضان، جلسات التحقيق والمحاكمة لا تتوقف صباح مساء، كنا نتوجه للجلسات كالسكارى من شدة التعب والعياء وقلة النوم والحرارة الشديدة، زد على ذلك جو الكآبة والرعب والحسرة والألم الذي كنا نعيشه ليل نهار. ففي الأيام العادية، كنا كلما اقتربت جلسات المحاكمة بثلاثة أيام، ومن شدة المعاناة مع القضاء، نتوقف عن الأكل ويهجرنا النوم، وفي يوم الجلسة نمضي النهار كله ونحن مصفدين، يتقاذفنا الحراس ورجال الأمن المكلفين بنقلنا وموظفي المحكمة، هذا يسلمنا لذاك، وذلك للآخر والآخر لمن بعده. إجراءات قاسية وصارمة ومملة، من بهو لبهو، ومن مكتب لمكتب، ومن دهليز لدهليز، لنقف بعد خمس خمس أو ست  ساعات، أمام لجنة من القضاة وعددهم خمسة إضافة إلى ممثل النيابة (المغرق) وكاتب الضبط. حينما نقف أمامهم كأننا أمام ملائكة جهنم. كلهم غلاظ شداد، ملامحهم جامدة متجمدة ونظراتهم حادة وساخطة، كل واحد منهم ينظر إليك وكأنك قاتل أبيه. لا رحمة ولا شفقة ولا إنسانية، وفوقهم صورة الملك، تزيد الموقف خوفا ورعبا. في رمضان، يتضاعف المشهد سوادا ورعبا. ينظرون إلي

رمضان والسجن_4 .. موائد إفطارنا تتطاير في الهواء

صورة
رمضان والسجن_4  .. موائد إفطارنا تتطاير في الهواء في السنة الأولى وفي الأيام الأولى من أول رمضان أقضيه في السجن، وبسبب ما يخلفة الإدمان على التدخين وممنوعات أخرى، كانت الغرفة تشتعل بالحروب الكلامية والمناوشات التي كانت كثيرا ما تتطور إلى حروب فعلية، يستعمل فيها المتشابكون كل ما يجدون في أيديهم، الأواني والملاعق والأكواب و"المقراج" والبراد" وكل شيء. كانت الانفجارات تتوالى من العصر وحتى المغرب ولأتفه الأسباب، بل بدون أسباب. وكثيرا ما كنا نعد طاولة الفطور ونزينها بما نستطيع من مأكولات وعصائر، لكن وقبل الأذان بلحظات يعود بركان الأعصاب فيضرب على غفلة، فتتناثر الطاولة أشلاء في السماء وكأن انتحاريا انفجر بيننا. ذات يوم قُمت قبل المغرب بساعة، وصرخت "أيها الإخوان لقد مللنا من هذا الوضع وكأننا في فلسطين، الناس تُفطر بخير وسلام، ونحن نفطر بالصواريخ، من لديه حساب مع شخص فليقُم بتصفيته في الساعة وليدع لنا الغرفة بسلام. يكفينا ما نحن فيه من هذا الويل الذي جاءنا به هذا الزمان. من غلبه الصوم فلا حرج عليه أن يُفطر. الصوم ليس بالجميل". صاح سجين آ

الحرب على المخدرات تجر في طريقها مقدم شرطة بميناء طنجة المدينة متلبسا ب 115 كلغ حشيش

صورة
تمكنت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة بتعاون وثيق مع عناصر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مساء اليوم السبت، من توقيف مقدم شرطة يعمل بميناء طنجة المدينة، وذلك للاشتباه في ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في مجال الاتجار في المخدرات والمؤثرات العقلية. وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن توقيف الشرطي المخالف جاء في إطار تحريات دقيقة باشرتها فرقة مشتركة من الأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، استمرت لعدة أشهر قبل أن تسفر عن ضبط المعني بالأمر متلبسا بحيازة حوالي 115 كيلوغراما من مخدر الحشيش داخل سيارته، والتي كان يرغب في تسليمها لمساهمين آخرين بغرض تهريبها خارج المغرب، والذين تم ضبط أحدهم للاشتباه في تورطه في عملية الوساطة في التهريب الدولي للمخدرات. وخلص البلاغ إلى أنه تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهما معا تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بينما لا زالت الأبحاث والتحريات متواصلة لتوقيف باقي المتورطين في هذه الشبكة الإجرامية، وتحديد امتداداتها المحتملة داخل وخارج المغرب. و.م.ع

رمضان والسجن_3 .. صلات التراويح 2/2

صورة
رمضان والسجن_3 ..  صلات التراويح 2/2 في ذلك القبر ورفقة أخطر المجرمين، وخلال شهر الغفران، كان هناك التعايش التلقائي، بين عالم الجريمة وعالم الإيمان، المجرمون يحترمون الصلاة والمصلين والإمام، وتخشع قلوبهم لذكر الله بلا نفاق ولا رياء، التدين خالص لوجه الله، وعبادة الحي القيوم تلقائية ولا هدف منها سوى الله سبحانه وتعالى. في أول رمضان، أتذكر أنني حينما توجهت لرئيس الحي، كي أطلب مساعدتنا لجلب قارئ للقرآن، لم يصدق في البدء، ودار بيننا الحديث التالي: - سيدي الرئيس مرحبا - أهل أستاذ تفضل ما الأمر ؟ - معذرة لدي طلب ربما هو غريب   - هيا ما الأمر ؟ - أنت تعرف أنه رمضان دخل منذ أيام، وفي الليل، نسمع أصوات الأئمة داخل الغرف، وهم يتلون القرآن، ويحيون رمضان، بينما نحن نستمع فقط وكأننا الجن. - أنت دائما تسكت ولا تطلب، كان عليك طلب تغيير الغرفة حيث يوجد من في قوبهم الرحمة والإسلام. - لا سيدي أريد لو تسمح لنا بمساعدتنا على جلب حامل لكتاب الله، لنكون مثل باقي الغرف. - ومن يقبل المجيء لغرفتكم يا أستاذي الكريم ؟ - لقد وجدنا سجينا / فقيها، وتفاوضنا معه وقبل، وطلب

رمضان والسجن_3 .. صلات التراويح 1/2

صورة
رمضان والسجن_3 ..  صلات التراويح 1/2 في العشر الأواخر من رمضان، كنا نحاول بما تتبقى لنا من قوات بدنية ونفسية، مشاركة أمة الإسلام، في إحياء لياليها المباركة من رمضان المبارك. كنا ورغم المعاناة النفسية والبدنية التي نتلوى فيها، والعياء والإنهاك وقلة النوم والحر الشديد، نحاول بما يتبقى لنا من قوى أن نتدارك ما فاتنا ونتقرب من الله ليفرغ علينا الصبر ويمنحنا الفرج. كان أهم ما نفكر به هو من يؤمنا في صلاة العشاء وركعات التراويح، وعليه كان لابد من إيجاد حامل لكتاب الله. كانت الغرف الأخرى من حينا تضم في كل منها إمام حامل للقرآن، وهو ما كنا محرومين منه طول العام. والسبب كما سبق القول، هو أن غرفتي كانت مخصصة كعقوبة، ونزلاؤها من ذوي الأحكام الثقيلة، ومن العناصر المصنفة "أخطر المجرمين". وعليه كان وجود إمام بهاته المواصفات أمرا مستحيلا. لكن الحقيقة التي يجهلها أغلب الناس، هو أن :زملائي الخطرين، من ذوي الأجسام الفضة الغليضة والملامح القاسية لهؤلاء "المجرمين"، كانت تخفي بين ضلوعها قلوبا كثيرا ما يُرطبها نداء الإيمان الخالص، وتشوفا نحو عدالة إلهية

رمضان والسجن_2

صورة
رمضان والسجن_2 الغريب هو أن السجناء من جنسيات مختلفة وأغلبهم من أوروبا الشرقية كانوا يتضامنون معنا. كانوا يرفضون الأكل والشرب والتدخين أمامنا. تصوروا. هؤلاء "الكفرة" واحتراما لمشاعرنا، كانوا يرفضون رفضا قاطعا تناول أي شيء أمامنا. كنا نتأسف لحالهم ونحن في تلك الظروف التراجيدية من الحرارة والاكتضاض والاختناق والعياء. نحن مسلمون والصيام علينا فرض. لكن لا شيء كان يفرض عليهم اتباعنا. كان سلوكهم نابع من احترام مشاعرنا وتأدبا معنا. فأية إنسانية هاته. السجن عذاب وحسرة وألم ومعاناة، لكن استماتة الأجانب في التضامن معنا، في عز شهر غشت ورمضان، كان يجعلنا نشعر أن الإنسانية فوق الفروق التي خلقتها السياسات والحدود والتاريخ وفلسفات العداء بين الجنس البشري. كان الأجانب من جنسيات مختلفة، حينما يشتد بهم الحال، يخفون حليبا أو يوغرت أو شيئا من الحلويات. يستغلون وقت القيلولة نهارا حينما ننخرط في نوم من جراء العياء، ثم يتناولون وبسرعة البرق ما ينقذون به أنفسهم من الجوع والعطش الشديدة. وكل ذلك لكي لا يراهم أحد منا نحن المسلمين. وحتى إن رمقهم أحد منا، يسارعون

رمضان والسجن_1

صورة
رمضان والسجن_1 أول رمضان في السجن تزامن مع شهر غشت عام 2009. ويا لهول الصوم وقمة الحرارة وتصبب العرق طول اليوم وغيوم الدخان من المغرب حتى الفجر. كنا نتلوى من العذاب لا نبغي من الدنيا شيئا سوى نفس طيب وماء بارد وقليل من الطعام ونوم كاف لا غير. حينما كان يتزامن حلول غشت بحلول رمضان في الغرفة التي كنت فيها، فأنت إذن في جهنم والبلاء الشديد، حينها ننسى المحكمة والقضاة والمحامي والأهل والأصحاب نسيانا تاما. كل ما نفكر فيه هو كيف نمضي النهار ساعة بساعة بسلام. الساعات تمر طويلة والدقا ئق بطيئة. بما أن غرفتنا كانت في الطابق العلوي، فقد كانت الشمس تضرب فيها أول الصباح. وكان لهيب الحر يضرب الغرفة منذ السابعة صباحا، ثم تصير بعدها الغرفة وطول النهار كالحمام البلدي، الحرارة والعرق والنتيجة معروفة، حمام ساخن طول النهار. بعضنا من ذوي الأعمار المتقدمة ومرضى التنفس، كانوا يلتصقون بالباب الحديدي ويمدون أنوفهم عبر القضبان نحو الخارج لتلقي هواء بارد، فيتوقف الهواء عن الدوران في الغرفة، فنبقى نحن والاختناق على مسافة شبر أو أقل. والنوم في حرارة مفرطة، كان شبه مستحيل إلا عند تباشير الف